كان يقود سيارته الاجرة في امان الله حين استوقفته سيدة تحمل على يديها رضيعا صغيرا لم يتجاوز شهوره الاولى, وكان الرضيع يبكي بحرقة وهي تهزه, فرق المسكين لحالها... ومع أنه كان في طريقه الى البيت قافلا, بعد يوم طويل حافل بالضجيج قضاه متنقلا بين اسواق دبي العامرة وحواريها القديمة المفعمة بالحياة وهكذا هي دبي دائما ملأى بالحياة والأحياء صخبها دائم وبضاعتها رائجة وأهلها كرماء , فما كان منه الا ان توقف ليقل المرأة الحائرة. وما ان ركبت السيدة حتى بدأ الطفل بالبكاء ثانية .
وهي تحاول اسكاته والرجل يسألها عن وجهتها فأخذت ترشده وهو ينتقل من شارع الى شارع ومن منطقة الى منطقة وهي تدعي ان بكاء الصغير يمنعها من التعرف الى المكان .. وبعد ساعة كاملة استوقفته السيدة امام بيت كبير وقالت له ..
اسمح لي يا اخي فأنا لا احمل نقودا وسوف اترك ولدي عندك لدقيقة حتى تطمئن الى عودتي بالاجرة لك , فقال لها : ولكن ياسيدتي انا مستعجل فلا تتأخري . والاجرة هي عشرين درهما فقط ... دخلت السيدة على عجل واستمر هو منتظر وفي يده الرضيع . ومرت الدقائق الخمس الاولى سريعة وتبعتها الدقائق الخمس التالية اقل سرعة .. ئم توقف الزمن عنده في الدقائق الخمس الثالثة , فما كان منه الا ان دق جرس الباب لتخرج له بعد هنية خادمة فلبينية لم يستطع التفاهم معها فعادت الى الداخل ليخرج اليه بعدها السائق الذي عاد ايضا الى الداخل , ئم صاحب المنزل اخيرا الذي لم يستطع في البداية فهم القصة : فزوجته لم تخرج من البيت اليوم ولا يوجد لديهم طفل رضيع فقد كبر الابناء واصغرهم في العاشرة
وبعد استفسارات كثيرة استكملت نصف ساعة أخرى من الزمن ,اكتشف الرجل الطيب انه شرب مقلبا من العيار الثقيل : فالمرأة دخلت من باب الفيلا وخرجت من باب خلفي يستعملوه الخدم تاركة الطفل المسكين والذي يظهر ان له قصة مجهولة ..
ويعود السائق المسكين الى بيته حائرا: فماذا يفعل بالرضيع ؟ وكيف سيقنع زوجته بالموضوع ؟ ونظرا لتغلب الجانب الطيب عنده . فقد احتضن الطفل الذي لا ذنب له وعاد الى بيته لتثور ثائرة زوجته .. مدعية انه متزوج عليها , وان هذه القصة غير مقنعة ولا بد من كشف الحقيقة بأي ثمن . وبعد جهد كبير استطاع السائق اقناع زوجته بتأجيل الموضوع حتى صباح اليوم التالي .. وعلى غير عادتها . استيقظت ام العيال مبكرة , اما الزوج المسكين فهو دائم التبكير ليأحذ أبناءه الستة في طريقه الى المدرسة ؟ أليسوا .. أبناءه الذين رباهم وسهر عليهم ويقضي من أجلهم بياض نهاره وسواد ليله يعمل في الشوارع جيئة وذهابا من اجل تأمين مستقبلهم . وكان يرى ويسمع العجب اثناء عمله على التكسي ولكن كل عجيب سمعه وعرفه في حياته سيتلاشى بعد ساعة من الان,
ويغادر الرجل بعد سماعه بعض الكلمات الجارحة . حاملا الطفل
متوجها الى مستشفى كبير في دبي للفحص لكي تتاكد الزوجة بأن الطفل ليس لزوجها , وحين وصلو جاء طبيب متخصص بالتحاليل واخذ عينة الدم منه ومن الصبي .. للفحص
وبعد حوالي النصف ساعة عاد الطبيب ومعه النتيجة .. فتسأله الزوجة بلهفة : ماهي الاخبار يا دكتور ؟ فيقول لها الطبيب : اطمئني يا سيدتي , فهذا الطفل ليس ابن هذا الرجل , بل ان هذا
الرجل من المستحيل , للأسف ان يكون له أبناء فهو ( عقيم )
ويسأل الزوج الطيب : دكتور انا عقيم ؟ فيقول له الطبيب للأسف نعم , وعقمك من النوع الذي لا علاج له . وعندها يلتفت الزوج الى ام العيال ليسألها عن الرقم ستة الذي قصم ظهره من دون ذنب : فما دام عقيما فما قصة أبنائه الستة من ( ام العيال ) ؟؟؟
يا حرااااااام
منقووووووول