رونالد.. الأفضل في 2008
يحتاج الشخص العادي لقضاء عمره كاملا لتحقيق أحلامه إن استطاع، لكن البرتغالي كريستيانو رونالدو كسر تلك القاعدة ونجح في تحقيق أهم أحلامه بفوزه بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" كأفضل لاعب في العالم لعام 2008 بعد مرور خمس سنوات فقط على انضمامه لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.
قال رونالدو في تصريحات لجريدة "ديلي ميرور" الإنجليزية "عشت لحظة استثنائية أثناء تقدمي لاستلام جائزة أفضل لاعب، إنه الحلم الذي أردت تحقيقه وصار واقعا ملموسًا حاليا، وكل ما أستطيع قوله هو إنني أهدي جائزتي لعائلتي التي ساندتني طويلا حتى وصلت لما فيه الآن، وأتمنى العودة مجددا للتتويج بهذا اللقب مرة أخرى مستقبلا".
وتفوق اللاعب البرتغالي على الأرجنتيني ليونيل ميسي "برشلونة الإسباني" الذي حل ثانيا، والإسباني فيرناندو ترويس "ليفربول الإنجليزي" الثالث، خاصة أن رونالدو نجح في قيادة مانشستر يونايتد للتتويج بلقب بأبطال أوروبا ومسابقة الدوري المحلي، وأخيرا كأس العالم التي أقيمت في اليابان مع نهاية عام 2008، وسبق له الحصول على جائزة الكرة الذهبية الأخيرة التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.
وأكد رونالدو أن ما ناله من ألقاب وأموال لم تغير إطلاقًا في نمط شخصيته قائلا "أعلم أن منزلي الحالي أفضل بكثير عما كان عليه منذ 10 سنوات، ولكن هذا لم يؤثر على شخصيتي وطريقة تفكيري وأيضا طموحي، وسأكون دائما الشخص نفسه الذي يعلمه أصدقائي وأهلي سواء كنت أملك مليون استرليني في حسابي البنكي أم لا شيء".
وتقدر ثروة رونالدو بـ18 مليون جنيه استرليني، ويمتلك أسطولا من السيارات الباهظة، والتي خسر واحدة منها قيمتها 200 ألف جنيه منذ أسبوع بسبب حادث اصطدام في حائط أحد الأنفاق.
ويروي نجم مانشستر يونايتد قصة وصوله للقب أفضل لاعب في العالم منذ أن كان لاعبا صغيرا في صفوف ماديرا البرتغالي قائلا "في البداية لم يكن هدفي سوى أن أكون لاعبًا محترفًا في كرة القدم ولكني لم أتخيل أنني سأكون لاعبا في مانشستر يونايتد عندما أكون في الـ18 من عمري".
وأضاف رونالدو أنه انتقل من "ماديرا" منضمًا لصفوف نادي "ناسيونال" ليقضي فيه عامين قبل أن يرحل إلى "سبورتينج لشبونة" الذي كان محطته الأخيرة في البرتغال قبل أن يطير متوجهًا إلى إنجلترا للعب في صفوف مانشستر يونايتد.
وتذكر لحظة وصوله لمدينة مانشستر قائلا "لم أكن أعرف كيف أتحدث الإنجليزية، أمر صعب بأن أكون شابًّا ولدي الكثير لأتعلمه، لكن ساعدني رغبتي الدائمة في التعلم، وإلى الآن ما زلت لا أعرف كل شيء عن كرة القدم أو عن عقليتي، أريد أن أستمر في التعلم طيلة الوقت، وسأحوال أن أكون أفضل خلال المواسم المقبلة".
وأرجع رونالدو الفضل فيما وصل إليه من نجومية وتألق إلى أسرته التي دعمته خلال انتقاله بعيدًا عنهم للعيش في لشبونة، واللعب في فريقها الكروي، فلولا موافقتهم على السفر ما استطاع أن يكون الأفضل لعام 2008، فأمه هي مَن أعطته تلك الفرصة، فيما كان والده وأخته دائما يشجعاه على استغلال الفرص لكي يتقدم في حياته.
وأنهى اللاعب الأفضل في عام 2008 حديثه بأنه دائما كان يطلب من والدته شراء كرة قدم له كهدايا، ولم يطلب سابقًا الحصول على دراجة أو ألعاب إلكترونية، فهو عاشق للساحرة المستديرة ولا يستطيع تخيل حياته عندما يتقدم به العمر بعيدا عن الملاعب، لذا سيسعى خلال الفترة المقبلة الاستمرار في الفوز بالبطولات والألقاب ليكون جزئًا من التاريخ.